.png)
يأجوج ومأجوج هما من الشخصيات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية،
حيث تمثل خروجهما إحدى علامات الساعة الكبرى، وهي أحداث تشكل نهاية الزمان
في الإسلام. يعتبر يأجوج ومأجوج من القبائل القوية والشرسة التي ستظهر في نهاية
العالم، وسيكون لخروجهم تأثير كبير على الأرض والبشرية .
من هم يأجوج ومأجوج ؟
يأجوج ومأجوج هما قبيلتان تعيشان على الأرض منذ فترة طويلة. ورد ذكرهما في
القرآن في سورة الكهف في قصة ذي القرنين. ذو القرنين كان ملكاً عادلاً جاب الأرض
حتى وصل إلى مكان بين السدين (أي بين جبلين)، حيث طلب منه قومٌ هناك
المساعدة لحمايتهم من بطش يأجوج ومأجوج. فقام ذو القرنين ببناء سدٍ من الحديد
والنحاس المذاب لصدهم ومنعهم من الخروج والإضرار بالناس .
قال الله تعالى في سورة الكهف :
"قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن
تجعل بيننا وبينهم سدا" (الكهف: 94).
بالفعل قام ذو القرنين ببناء السد، ووعد الله أن يأجوج ومأجوج لن يتمكنوا من الخروج
حتى يأذن الله بذلك في وقت معلوم .
علامات خروج يأجوج ومأجوج
في نهاية الزمان، وبعد حدوث العديد من علامات الساعة الكبرى مثل خروج الدجال
وظهور المسيح عيسى عليه السلام، سيأتي وقت يتم فيه كسر سد يأجوج ومأجوج،
وسيتمكنون من الانتشار في الأرض .
في الحديث الصحيح عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال :
"ويحفرون كل يوم، حتى إذا كادوا يرونه، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غداً،
فيعيده الله أشد ما كان، حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس، قال
الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غداً إن شاء الله، فيستثنون، فيعودون إليه وهو
كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس فينشفون الماء، ويتحصن الناس
منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فترجع عليها الدم الذي جفَّ،
فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وغلبنا أهل السماء" (رواه مسلم) .
آثار خروج يأجوج ومأجوج
عندما يخرج يأجوج ومأجوج، سيقومون بإفساد الأرض وتدمير المحاصيل والمياه،
وسينتشر الفساد والخراب في كل مكان. سيعاني الناس من شدة الخوف منهم،
وسيضطرون إلى الهروب والاختباء في الجبال والمرتفعات طلباً للنجاة من بطشهم.
ورد في الحديث أن يأجوج ومأجوج سيمرون على بحيرة طبرية (بحر الجليل)، وسيشربون
ماءها حتى تجف تماماً .
النهاية
بعدما ينتشر الفساد في الأرض بسبب يأجوج ومأجوج، سيتدخل الله تعالى لإنهاء هذا
الوضع. سيرسل الله دودة صغيرة تهاجم رقابهم، فتقضي عليهم جميعاً في وقت
قصير .
قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه عن هلاك يأجوج ومأجوج :
"ثم يرسل الله على يأجوج ومأجوج النغف في رقابهم، فيهلكون هلاك الجراد" (رواه
مسلم) .
الحكمة من خروج يأجوج ومأجوج
خروج يأجوج ومأجوج يعتبر درساً للبشرية حول قوة الله وقدرته على التحكم في
الأحداث الكبرى في الكون. كما أن خروجهم يمثل امتحاناً لصبر وإيمان المسلمين في
آخر الزمان .
يؤكد العلماء أن هذه الأحداث جزء من علامات الساعة الكبرى التي ستقود إلى النهاية،
وتشير إلى أهمية الاستعداد للقاء الله من خلال التمسك بالدين والعمل الصالح .
الخلاصة
يأجوج ومأجوج هما قبيلتان قويتان ستحقق خروجهما في نهاية الزمان كإحدى
العلامات الكبرى ليوم القيامة. سيحدث خروجهم بعد فساد عظيم وسيكون لظهورهم
تأثير مدمر على البشرية والطبيعة، لكن الله سبحانه وتعالى سينهي فسادهم بشكل
إعجازي .
